الشحاتة المعلبة في رمضان !

اشتري ازازة الزيت بـ 5 جنيه و 5% من المبيعات هتروح لصالح جمعية عفركوش لحماية ضحايا الفقر في مصر

اشتري كيلو رز البركة و ساهم في بناء قرى جديدة

اشتري عصير زلومة الفيل و انت هتتبرع تلقائي بفلوسك لصالح جميعة نص العمى و لا العمى كله لعلاج مرضى العين !

هكذا عزيزي المشاهد ... تتوالى عليك سيول من إعلانات كهذه  في رمضان تدعوك لشيئين لا ثالث لهما 

( نفض جيوبك أول بأول و اتبرع للخير بالمرة ! )

و على رأي والدي (إعلانات تتخللها فواصل من بعض البرامج) ... لدرجة أنني أنسى ما كنت أشاهده و أقوم بتغيير المحطة و هكذا

يتشتت انتباهي تمامًا ! 

كل منتج يحاول أن يغريك أن تشتريه !

كل منتج يحاول يجذبك إليه !

و المشكلة إن كل المنتجات تشبه بعضها البعض و لا يوجد بينها فرق يذكر !!

المشكلة أيضـًا إن الإعلانات أصبحت مكررة و مملة و ليس فيها الكثير من الإبداع !

أتذكر أنه قد وصلني رسالة على بريدي الإلكتروني منذ شهور تعرض أحد الإعلانات الأجنبية لتوعية المواطنين عن أهمية

ربط حزام الأمان في السيارة .

كان الإعلان مبدعًا و مؤثرًا و تكاليفه ليست باهظة الثمن !

أما هنا ، فتجد الممثل الفلاني و المغني العلاني يقوم بتمثيل إعلان لمدة دقيقة ...

و في أكثر من عشر أماكن مختلفة !!

تكلفة باهظة تجبر المُنتج على تسويق الإعلان في أكثر من قناة و في أكثر من برنامج فتجد الأمر قد صار مملاً و مكررًا !

و تعتمد فكرة الإعلان المتكرر خاصة المسابقات الدينية و الـ0900 على اللعب في حس المقامرة عند الإنسان مما يدفعه للاتصال

أو التجربة .

و هناك الإعلانات الخيرية التي تذكرك مئة مرة في اليوم أنك غني و حرام عليك يا أخي سايب الناس تعيش في فقر !

أو تحاول "تسميم" غذائك بالاحصائيات ... 100000000 واحد مش لاقي يفطر و 58500 مش عارفين يتدفوا في الشتا !

و 14700 مش لاقي هدوم جديدة !!

طب و أنا هقدر أتبرع لهم كلهم ازاي ؟!

المشكلة إنني أشعر بتأنيب ضمير شديد عند مشاهدة هذه الإعلانات لدرجة إني ببقى عايزة أقطع الهدوم اللي عليّ ... ماهو أنا مش

قادرة ألبس الـ 14700 دول !!

لا أقول إن علينا التخلي عن دعم هؤلاء المحتاجين و أي واحد بينزل في عيد الأضحى يوزع اللحمة هيشوف مناظر أصعب من اللي

بتيجي على التليفزيون !

لكن لو فكرنا في كمية الأموال التي يتم صرفها على هذه الإعلانات و التي يمكن استغلالها في حماية هؤلاء المحتاجين أكثر !

أكيد عارفة إنه لازم الإعلانات دي عشان يوعوا الناس بالجمعيات دي و عشان ياخدوا منهم تبرعات بس 

كمية فلوس برضو لو قدروا يصرفوا جزء منها يبقى أحسن !!


و أكيد مش كل الجمعيات محترمة !! 


(جمعية مصر الخير من الجمعيات المحترمة جدًا جدًا على فكرة و دي شهادة من مقربين اتعاملوا معاها )

للأسف الجمعيات الأهلية تعمل في وادي و الحكومة في وادي و عادةً لو كلاهما تقابلا عليهما أن يختلفا و قد حضرت ندوات من قبل

و التي دائمًا تنتهي  للأسف بالخناقة و تبادل الاتهامات بين الجمعيات الأهلية و مندوب الحكومة !

(( الحمدلله انه ما اتقبضش عليّ في ولا واحدة منها ! لأني كنت بهاجم مندوب الحكومة و الجمعيات الأهلية مع بعض !! ))

في يوم من الأيام ، كنت أشاهد التلفاز مع والدايّ ، فقلت لوالدايّ 

(أفضل أن يذهب تبرعي للأطفال و مستشفى سرطان الأطفال على أن يذهب للست بتاعت البقرة !)

و عندما سألني والدايّ عن السبب

قلت (لأن الأطفال سينمون على حب الوطن و الناس أكثر و سيشعرون بالانتماء أكثر من الناس المعدمة التي ستلومنا دومًا لأننا 

نسيناها و ما تقدرش تمنع الحقد ولو كان بنسبة بسيطة من نفسها ! )

ممكن ناس كتير تلومني في النقطة دي ، لكن أنا شايفة إنه تربية الأطفال و رعايتهم أهم لأن دول اللي فيهم الأمل فعلاً !

و لأن أغلب برامجنا و إعلاناتنا ، تعامل الأطفال كسلعة ... تغزوهم بالشيبس و الكوكا و الشوكولا و تنسى أن تعاملهم ككيان بشري

يحتاج للتنمية  و الاهتمام و الرعاية !

للأسف الشحاتة المعلبة التي تكثر في رمضان لا تـُفسد علينا فقط  الاستمتاع بالشهر الفضيل بل تـُفسد أخلاق أطفالنا أيضًا

و تحولهم لكائنات مسعورة ترغب في تجربة أي شيء و كل شيء مما يعرض لها في التلفزيون من منتجات و تحولهم أيضًا

لبغبغوات يكررون كلمات الإعلانات سواء الطعام أو المسلسلات !

و لا توجد أدنى رقابة على عرض الإعلانات و مدى تناسبها مع الذوق العام و مشاعر الأطفال !

فتجد إعلانات تحدي (الأدب) و ليس الملل و إعلانات الرجولة التي اُقتصرت في عصير و إعلانات صاخبة مليئة بالأغاني و المغنيّن

الذين لا يعرفون شيئًا عن الغناء !

و لا ننسى طبعًا الإعلانات التي تشجعك على تناول الطعام الفلاني أو العصير العلاني لتصبح كينج كونج و البنات تجري وراك !

طبعًا أحب أنوه في الآخر على الإعلان العبقري بتاع الـ...الأندر وير !

و بس كدا اقفل يا بني المقالة !

ملحوظة : في إعلان عجبني جدًا في وسط الهوجة دي و أحيي كل من قام بالعمل عليه =)