الجمعة، 14 أكتوبر 2016

دخلتُ معبدك وركعت ولم أُصلِ!

معبدُكَ السماء والأرض
وأنتَ
عالقٌ في المنتصف كغيمة مليئة بالمطر في سماء الصيف!
تُردد الأهازيج 
لعلك
تهتدي!
يأبون عليك الإرشاد 
ويتذمرون
من تيهك وسط المعابد
تسافر بين عينيها
وتعود
خائب الرجاء في الوصلِ
تُصلّي وتتضرّع
تذبح القربانَ تلوَ الآخر
تتخذها –هي- ديانتك وإلهتك
تُشيدُ المعبدَ
من أوراق الصفصاف
وزهور اللوتس
تكتبُ آياتَ الحبِ على البردي
أقرأ عنك وعن ضلالك/إيمانك
أسافرُ إليك
أُخبركَ حين ألقاك 
أني..
دخلتُ معبدك وركعت ولم أُصلِ!
يخبرونني أنه بتذكُّر الإيمان الفطري 
سأعود
ولكن
أنا يا صديقي
لا أتذكر
القُبلة الأولى..
اللمسة الأولى ..
الانكسار الأول..
فكيف لي أن أتذكر إيماني الأول
وقد غاب بفعل سُحب الشك
وغمامات الظلام
بفعل المكوثِ
  في غرفة
بلا ستائر 
تحجب ظلمات الليل 
من الهجوم
على أضواء شمس النهار.
وإني..
عبرتُ خط الإيمان/الكفر الشائك
إلى منطقة العاشقين وسط الغياب!
وأني..
قد دخلتُ معبدك وركعت ولم أُصلِ!


بقلم/ سارة حسين فتحي
الجمعة 14 أكتوبر 2016

السبت، 9 يوليو 2016

هذه الجدران الأربعة

أسميتُ جدران غرفتي الأربعة
وَنس
حُزن
افتقاد
محبة
لكل جدار حكاية والحكايات كثيرة مثل وحشتي إليك ،متدفقة،متتابعة كدقات قلبك حين أسمعها وأنا أميل نحو صدرك في استكانة.
آنست إلى وَنس حين غِبت عني 
وغمرني حُزن حتى تماهيت معه وصِرتُ جزءًا من بناء البيت مثله
الحزن يتسلل إلى النفسِ ببطء حتى يحتلُها ...كأنه الماء الذي يدخلُ في تكوين جسد الحي..لا غنى عنه
لكن ماذا أفعل مع موجات الافتقاد المتتالية؟!
تصارع الافتقاد مع المحبة،المحبة الطيبة تريدني أن أستمر في وصالك رغم حزني
الافتقاد يرى أنه لا سبيل سوى للمُضي 
تُنكر المحبة عليه صفة الافتقاد،فيخبرها أن الافتقاد أمر جيد ولكن لا يمكن أن تستند إليه طيلة العمر
عليكِ أن تقاومي الرغبة في جلوس القرفصاء والبكاء والزحف على أوتار مشاعرك 
أخبرني الافتقاد أنه يفتقد إلى نور الشمس في حجرتي
تضامنت معه وَنس وأمرتني أن أفتح النافذة
تقول أن نور الشمس وَنس 
أثنت المحبة على كلامها قائلة : نور الشمس محبة من الله 
أما حزن فخالفتهم : نور الشمس يجعلني أتضاءل
وقفت في منتصف الحجرة،
نظرت إلى جدراني الأربعة وقد عكس نور الشمس ضياءه عليهم
ابتسمت في خفة واتجهت إلى الضوء 
ثم تلاشيت.

سارة حسين 
21 يونيو 2016 

الأحد، 8 مايو 2016

ثقب أسود يلتهمُ حنجرتي


مرحبـًا بك يا (ع)
كيف حالك؟
لم أكتب لكَ منذ عام وأكثر وأُقدر عتبُكَ عليّ؛ولكنه من الصعبِ الكتابة لك والأحوال تتبدل في ساعات قليلة كل يوم حتى لتشعرَ بأنني أروي حكاية شهر في يوم واحد.
كل ما أُدركه أنني أسقط تدريجيـًا في هوة اللاشيء مُحدد.
تستيقظ يومـًا لتكتشف أنكَ تعيش حياة غير التي كنت تتمناها منذ سنوات قليلة فحسب،تتحدث بأسلوب مختلف وتُصادق أشخاصـًا ظننت أنك لن تتحدث معهم أبدًا.
تستيقظ ليخبرك أقربهم لروحك بأنه لم يعد يُحبك.. بين ليلة وضحاها تصبح وحيدًا مجددًا، تبكي فلا تشعر بدموعك سوى الملائكة من حولك،أما ابتسامتك فلقد نحتّها جيدًا حتى صارت جزءًا منك..كيف يستطيع الآخرون رؤيتك عابسـًا أو حزينًا؟!
حينما أخبرتُ صديقتي بأنني مررت باكتئاب عنيف لم تُصدق،هي لن تشعر بشيء لأنني أتحدث معها وأواظب على حضوري في الجامعة مهندمة..لو كنتُ ولدًا،هل كنتُ سأطلق لحيتي حتى يعرف الآخرون ما أمُرُ به؟!
حينما مات صديقي،ظللت جالسة على فراشي لأكثر من ستة عشرة ساعة أنظرُ إلى السقف وأبكي..لا آكل ولا أشعرُ برغبة في النهوض،جاء موت "عفيفي"صدمة غير متوقعة قضت على بقية التشبث بداخلي.

تُقرر أن تتركُ كل شيء وتجلس في منزلك،من عيوب الوقوف وحيدًا وسط المعركة أنكَ تسقط وحيدًا ولا أحد يعرف.
وكما تتسبب النخلة في كارثة حين تسقط،تتسبب أنتَ في جنونك الداخلي والخارجي.
لن يشعر بكَ أحد وأنت تجلس عاريـًا على أرضية الحمام في ليالي الشتاء الباردة تبكي،تحاول الزحف على قدميكَ لتقف فتجرحُ ساقيك وتدمي.

تعرفُ مضادات الاكتئاب جيدًا فلن تستخدمها؛العلاج النفسي يُشبه ترقيع الملابس القديمة،يجعلها قابلة للاستخدام لفترة ولكنه لا ينفي حقيقة بلاؤها.
تنام بعرض الفراش ورأسُكَ مُدلاة في الهواءِ وتشعر بأن الصورة المقلوبة هذه هي الحقيقة.
في الحقيقة،تصل الصور إلى عينيك مقلوبة ثم يتم تعديلها،فهل تشعر شبكية عينيك بالارتياح في هذا الوضع وعقلك هو مَن يُصرُ على أن الصورة مقلوبة؟!
تحاول الحديث،تفتح فمك وتستجلب رغبتك في الحديث،ولكن ما أن تحاول النُطق حتى ينبثق ثقب أسود من حنجرتك يلتهم كل كلمة ثم يتضخم ويتضخم حتى يبتلع جسدك كله!
تصل إلى مواعيدك متأخرًا ولا تشعر بتأنيب للضمير ..حتى نظرات من حولك تقابلها بلا مبالاة غريبة.
تحاول إلهاء نفسك بمتابعة أخبار الآخرين،تتساءل كيف يمكن أن يظل الناس على حال واحدة لفترة طويلة؟!
كيف يمكن لهذه الفتاة أن تستمر في نشر صورها مع حبيبها مُرفقة بكلمات لطيفة كل يوم بلا كلل أو يأس!؟
كيف يمكن للناس أن تستيقظ كل يوم لعملها بنفس الأسلوب ونفس الطريقة وربما بنفس النشاط والحماس؟!
كيف يمكن لهؤلاء المتفوقين الاستمرار في المذاكرة بنفس المعدل كل يوم؟!
كيف يمكن أن يدّعي أحدهم علاقته المستقرة بالله !؟
إذا كانت علاقات البشر بأنفسهم غير مستقرة،فكيف لا تتعجب من هؤلاء الذين يتحدثون في الدين وينشرون المواعظ كل يوم بلا كلل؟! من أين يأتي كل هذا اليقين؟!
هل هم آلات؟! أم أن عدم استقرار علاقاتك هو الذي يسيطر على حكمك للأمور؟!

أشعرُ يا عين بالمعاناة في أن أصبح "بخير" كل يوم..أنا لستُ بخير..لم أكن كذلك منذ وقت طويل نسيتُ متى كان..أشعرُ بانسحاب حاد من الروح كل يوم.
صديقتي أخبرتني أن أساعد نفسي بنفسي،ولكني هأنذا..قابعة على الأرض باكية وأود أن يساعدني أحد.
أنا غير قادرة على الحُب ولا أشعر بالامتنان لشيء أو لأحد وأود لو أستيقظ  من هذا العالم قريبـًا.

تحياتي

سارة حسين
08 مايو 2016

#ساعة_كتابة

الخميس، 28 أبريل 2016

المعركة

المعركة..

كانت المعركة حامية الوطيس، اشتبك ذوو الأيدي والأرجل الكثيرة مع أهل المدينة.

وقف السكان البيض أمام السكان الحُمر كدرع حامٍ، أطلق ذوو الأيدي أسحلتهم النافذة، فتلوّى السكان البيض وانفجر منهم اللون الأحمردليلًا على قتلهم لكلا الساكنين.

ارتفعت حرارة الصدام، ازداد العرق..

تنفست كل الأطراف بصعوبة مزيحين للماء عن وجوههم.

استمرت المعركة عدةأيام، قتل فيها مَن قُتل وسيطرذوو الأيدي والأرجل على مقاليد سلطةالمدينة مانعين السكان البيض من الظهور خارجـًا في الطُرقات وخانقين للسكان الحُمر.

أرسل السكان البيض رسالات استغاثة إلى الحاكم أن هناك شغبـًا وعصابات في الطرقات تمنعنا من المقاومة،وبدوره أرسل الحاكم للنجدة الخارجية.

وفعلًا بعد عدة ساعات، رأي المشاغبون والسكان البيض والسكان الحُمر اندفاع كائنات مُقنعة إلى المكان وسط  تهليل من المدينة، أمسكت الكائنات المقنعة المشاغبين وضربتهم حتى طرحتهم أرضـًا..بعضهم قاوم فصده المقنعون بدروعهم القوية والبعض الآخر هرب بعيدًا . فتح المقنعون الأبوابَ للسكان البيض فاندفعوا محاربين بجوارهم وانطلق بعضهم إثر الهاربين يطاردونهم، يجردونهم من معلوماتهم الخاصة ثم يقتلونهم .وظلت الحرب دائرة حتى الساعات الأولى من اليوم التالي إلى أن تم طرد جميع المشاغبين من المدينة.

وبعد إزالة آثار العدوان والتطهير، نظر السكان البيض حولهم فوجدوا الاستقرار والطمأنينة قد عادا إلى الجميع، وبدأ السكان الحُمر في الظهور ومساعدة بقية أهل المدينة على أداء أعمالهم اليومية.

ومن منظر خارجي، زالت الحُمى عن الفتى بعد أسبوع مرير، وانطلق يلعب ويلهو وسط زملائه في المدرسة!


الخميس، 31 مارس 2016

بعضٌ من حُمى الاشتياق

بالأمسِ،
أصابتني حُمى الاشتياق..
تجاهلتُها لبعض الوقتِ، فقد تخفُتُ
لم تفعل.
أرومُ في الفراغ ذاهلة،
اضطررتُ أن أجاريها في فعلتها التي تود
-حسبُكِ بعض الحوادثِ فحسب- قُلتُ.
نزعتُ نواجذ الغضب من الذاكرة
وجلستُ على أرضيةِ الغرفةِ
أخرجتُ جميع صناديقي الصغيرة من تحت الفراش
ونَفضتُ غُبار النسيان من عليها
فتحتُ الصندوقَ تلو الآخرَ
هذه صورةٌ لصديقةِ قديمةٍ
أحاول جاهدة تذكُر متى كانت آخر مرة قابلتها فيها، فأعجزُ وأخيبُ.
وتلكَ.. صورةٌ لحبيبٍ رحل إلى أرضٍ بعيدة قبل الوداع
أندمُ على عدم الحديث معه في حينها، أعاود تذكير نفسي أني لم أكن أعرف
أنه المشهدُ الأخير في الفيلم
وأنهم سوف يهدمون السينما القريبة
ويبنون مكانها مركزًا تجاريًا لن يخدم خيالي مرة أخرى.
أبتلعُ هزائمي الفكرية داخلي ..
أرها مخفية وسط كومة من الذكرياتِ
ألتقطُها بخفة
أحاول تمييزك عن الحضور فلا أستطيع تحديد ملامح وجهك
تلاشت من الصورة كما تلاشت ذكرى اللقاء
يقولون أنك تستطيع تمييز مَن تحب وسط عشرات الآلاف
ولكني هنا -وسط نفر وبضع-، لا ألمحُكَ
ألم أُحبُكَ بما يكفي كما كنت تكرر لي دومـًا؟!
أو أن جرحي نزف حتى الموت؟!
تساؤلات ربما ليست محَلها –اليوم- قصيدة
قد نضعها في أرشيف ممل وسط قبو مظلم
وننساها
أو نُعلقها وسامـًا على الصدر حتى يعرفَ العابرون أن هاهنا قلب مصدوم..ويموت.. وربما تحلل!
أنتَ،
لم تعد ذا قيمة وسط الحياة الجارية
مكانُك في صندوق مُترّب تحت الفراشِ يتخلصون منه عند الانتقال
من سكنٍ لآخر!
وقلبي..بطلُ الحكاية
 فَقدَ السكن
 ولكنه –أبدًا- لا يفقد المغامرة.

16 مارس 2016



الاثنين، 18 يناير 2016

حيز/المالانهاية

أهربُ من حيزِ 
إلى داخل حيزٍ
تـُلفُّ الدائرةُ
وأستمرُ في الدوران
من حيزِ
إلى حيزِِ
إلى
داخل حيزِ
إلى 
الـمالانهاية..

*

ربما/

س.

بتاريخ 16 يناير 2016

الأربعاء، 6 يناير 2016

أجلسُ على قارعة الطريق أحتسي الشاي وأغني



دورتان أو ثلاث من أكوابِ الشاي
لا تُضاهي 
كوبـًا من القهوةِ في صباح ِ
من هذه الصباحات الباردة كقلبك..
أتتخيل حجم المأساة؟
أستيقظ يومـًا آخر من غير وجودك بجانبي
صوت طابور الصباح في المدرسة المجاورة
والقطار المار غير بعيد عن نافذتي
وعُش العصافير فوق مُكيفي
يأبون الهجرة بعيدًا عني؛ 
مهما أزاح العمالُ أعشاشَهم مرة بعد مرات..
يعودون
فلماذا هاجرت أنتَ ؟!
أخبرتني أن أكتب عنك في أوراقي..
أجل،سأفعل!
أكتب عنكَ وعني
أعترف بخطيئتنا على الملأ
أنزف أمام المتفرجين.
أحرقُ الأوراقَ
وأنا
أُشبه عنقاء
تتحول لرمادٍ 
لتُبعثَ من جديد
أو ربما
كنتُ أغُير صدّفاتي 
على شاطيء البحرِ
حتى أعودَ مُطهّرةَ 
إلى موطني..
إلى المحيط.
أعلمُ أنكَ أكثر جُبنـًا
 من أن تُقبلني 
قبل قيام الحرب.
أن تعترف لي 
بحُبِكَ
 على أجساد الفُرسان.
وأن يبـُح صوتَك 
من الصراخ بين
دقات الطبول وصهيل العاديات.
ولن يحبو طفلنا بين أشجار الزيتون.
وأبدًا لن نأكل خبيزًا من فرن منزلنا.
هذه قصتنا الخيالية..
حاولتُ جعلها بائسة على قدر الإمكان
ربما تأتي عانـد ًا من سخريتي الواضحة
 وتُقسم على صناعة واحدة حقيقية رائعة
معي.
لهذا أحببتُ أن تعلم،
أني أجلس هنا
على قارعة الطريق
أحتسي الشاي وأُغني.
فـكما تعلم،
أنا..
أحترفُ الكثير من الفنون
لكن 
ليس من بينها
الصبر.



بقلم/ سارة حسين 
السادس من يناير 2016