كنت أسير في شوارع بورسعيد -ذات مرة- مع والدي في أمان الله و فجأة انطلقت في الضحك
و الحمدلله أن الشارع كان خاليًا تقريبًا و إلا ظنني الناس مجنونة !
سألني الوالد - الله يحميه- : مالك يا بنتي @_@ ؟
أنا : مفيش ... أصلي افتكرت أدهم صبري بس !
بابا بصلي كدا بشك <__< مش متعود أضحك لما تيجي سيرة أدهم صبري ... قمت مكملة كلامي : أصلي قريت موضوع على النت عنه
و كان في قاريء بيسأل هو أدهم صبري عايش ازاي ؟ مين بيطبخ له ؟ ولا مقضيها ديلفري ؟
و قاري آخر رد عليه : تعالوا كدا نتخيل لو أدهم صبري راح السوق يجيب طماطم و سأل البائع : بكام الطماطم ؟
يرد البائع قائلاً : بتلاتة و نص و تعالا بص
أدهم : احترم نفسك !
البائع : هتعمل لي ايه يـعـ...
و قبل أن يكمل البائع الجملة كان أدهم صبري قد كال له لكمة ساحقة و تحول السوق في ثواني إلى ميدان حرب ...
قرأت الرد و استغرقت في الضحك طويلاً و أنا أتخيل بطلي المفضل في هذا الموقف و بدأت أتخيل بقية الموقف كالتالي :
تأتي الشرطة بعدها و تقبض على أدهم صبري و في قسم البوليس يعامل أسوأ معاملة و يشتمه الشرطي بأقذع الشتائم و يحاول أدهم
صبري الدفاع عن نفسه و يتكلم باحترام و يقول ( عايز المحامي بتاعي لو سمحت) فيضحك الشرطي في سخرية و يتريق عليه ويطلب
رؤية بطاقته الشخصية فيرفض أدهم بحجة أنها قديمة و لم يجددها منذ أعوام طويلة !
فيدخله الشرطي الحجز ليقابل صديق طفولته في الشارع فقط و الذي أصبح رجل أعمال كبير في المخدرات و يؤكد له أن قرار الإفراج عنه لن يتأخر
طويلاً لأنه رجل أعمال مهم في هذه البلد على عكس أدهم صبري المسكين ... و بعد لحظات يدخل الشرطي و يطلب صديق أدهم
الذي اندهش لأن رجل أعمال فاسد يخرج من السجن بينما هو محتجز !
و بعد لحظات أخرى يجيء الشرطي و يطلب أدهم ليفرج عنه !
و يخرج أدهم ليرى منى و قدري ينتظرانه في الخارج و تلوح منى ببطاقة صغيرة في يدها قائلة : قلت لك بس انت مش راضي !
ينظر إليها أدهم مستفسرًا فتتابع قائلة بحكمة : بطاقة الحزب الوطني ستمحيك من كل هذه المرمطة !
أدهم : قلت لك ماليش في السياسة و بعدين البطاقة دي عليها اسمي ازاي و أنا مش في الحزب?
فيضحك قدري و يهتز كرشه الضخم و يجيب : زورت لك واحدة ع السريع عشان نطلعك .
بدأت أتألم عندما وصلت إلى هذا الجزء في مخيلتي ...
كيف يمكن لشرطي أن يهين بطل مصري فقط لأنه لا يمتلك عضوية حزب وطني أو لأن عمله يحتم عليه السرية ؟
ثم انتقلت إلى السؤال الأوسع نطاقًا : لماذا نتكلم فقط عن أبطال أمثال أدهم صبري و المغامرين الخمسة يتعرضون لمثل هذه الحالات؟
الشعب المصري مليء بالأبطال الذين لا يعملون في المخابرات و لا يستطيعون حمل مسدس و لا يحمون أمن الوطن ولكنهم أبطال !
أبطال في أعمالهم ...
أبطال في أعمالهم ...
أبطال في حياتهم ...
لا يمكن أن نتجاهل البطل الحقيقي الذي يعبر الطريق وسط مئات العربات المسرعة ليقفز في ميكروباص غير آدمي يتكدس فيه
عشرات المواطنين و هو يمسك بالبطيخة بقوة ليعود للمنزل و يفرح (أم العيال) و العيال أنفسهم بعدما قبض علاوة 30 جنيه محصلة عمله الصباحي و بعد العصر و بعد المغرب و كام شغلانة ع الطاير بالمرة ...
هذا البطل الذي لا يمتلك أي قدرات خارقة مثل سوبر مان و لا سرعة استجابة يحسد عليها و لا منظر وسيم يجعله مقبولاً حتى للنظر
البطل الذي تسقط البطيخة -رغمًا عنه- فيبكي ثم يحتسبها عند الله و يعود للمنزل بخفي حنين ...
تستقبله البطلة ( أم العيال) التي تزوجت (أبو العيال) و عاشت معه في فقر مدقع و أنجبت 10 أبناء ترعاهم بشكل كامل -و ياللعجب-
فهي ترضع هذا و تؤكل هذه و تذاكر لذاك و توبخ ابنتها المراهقة السرحانة دومًا و التي لا تعرف (أم العيال) سر سرحانها و لن تحاول أبدًا بحجة أنها مشغولة و أن البنات بتدلع في السن دا و لازم تضرب بالجزمة زي ما أبوها عمل معاها كدا و تمر على غرفة الكبير الذي دخل إلى الثانوية العامة
هذا العام فتدعو له بالتوفيق و النجاح و تذهب لترد على الهاتف المحمول (الذي يمتلكون ثمنه حقًا ! لأن التليفونات الأرضية لم تعد الحكومة
توصلها) و تستمع إلى (جارة أم العيال) التي تبلغها بمنتهى السعادة أن نساء الجمعية قررن أن يتنازلن عن أدوارهن في قبض فلوس
الجمعية و ذلك تضامنًا مع مصاريف الدروس الخصوصية التي تدفعها (أم العيال) ثم تبدأ الجارة في حكاية قصتها و قصة الجيران
و كيف تعاني أم فلان من المرض المزمن الفلاني و فلان الفلاني الذي دهسته عربية الحكومة و ماطالوش حاجة في المحكمة
لدرجة أن (أم العيال) ترى أن فلوس الجمعية أحق لفلانة و علانة و أنها أقلهن حاجة لهذه الأموال .
و يمر الابن الأكبر ليودع أمته و يذهب إلى الدرس الخصوصي في الحي المقابل سيرًا على الأقدام
يمر من أمام أكوام زبالة لا حصر لها ... و بلطجية و تجار مخدرات ... و شرطة تقف على بعد خطوات منهم ترمقه بشك لا ترمقه
للبلطجية هناك !
و يتكدس الابن الأكبر في الدرس الخصوصي مع 40 تلميذًا آخر و لأنه متميز دخل مجموعة المتميزين في الثانوية العامة و رُحم من
مجموعة الـ100 طالب . فليحمد ربه ! إنه بطل !! لقد حقق المستحيل بدخوله لهذه المجموعة المتميزة حقًا !
ينجح الابن الأكبر و يتفوق و يدخل لكلية الطب ليتعلم ...
حشو حشو في الثانوية العامة ... و تكدس تكدس في الكلية لدرجة تشعرك أن كل دفعة الثانوية العامة قد التحقت بطب !
ثم يتخرج الابن البطل ليعمل في مشفى حكومي منهار يتعامل مع حالات أكثر انهيارًا أجبرها الفقر على العلاج في مثل هذا المكان .
و تستمر الملحمة ... 10 أطفال ! ياه هذا كثير !
أحيانًا تشعر (أم العيال) أنه كان عليها أن تنجب أقل و لكن سرعان ما تتخلى عن هذه الفكرة عندما يعود زوجها من عمله مضروبًا
لأنه اعترض على أحد المشروعات و اكتشفوا أنها تخص أحد أباطرة الأعمال في مصر و بلطجيته طحنوا (أبو العيال) المسكين
المريض الذي يتعايش مع مرض ارتفاع ضغط الدم و انخفاضه و السكرى و انسداد في الشرايين مرة واحدة !
فيتحول نصف أبناءها لبلطجية ليدافعوا عن حق أبوهم و يدخلون في صدام مع الدولة و يصبحون خطرًا على أمن الدولة !!
البطل المستحيل (أبو العيال) الذي يتحمل كل المشاق و المتاعب و تلعب كل القوى السياسية و الاجتماعية و الدينية "بخت" في مخه و حياته
و البطلة المستحيلة (أم العيال) التي يعود (أبو العيال) إليها شاكيًا همه و ينفجر فيها فتتحمل لأنها بطلة ! و تعيش مع أطفالها العشرة
هؤلاء لا يحاربون الموساد ... بل يحاربون طواحين الهواء !
لا يعرفون أين تقذف بهم الحياة غدًا ؟
لا يعرفون من يحاربهم ؟
الرئيس ... الحكومة ... الحياة كلها ؟
هم لم يحصلوا على تدريب خاص على مواجهة المصاعب ... إنهم يتعلمون بالتجربة!
تجارب مريرة حتى تخرجهم أبطالاً !
يتعلمون و يبدعون و يصبحون علماء و هم لا يتعلمون في المدارس
يعيشون و يعمرون و هم لا يتلقون علاجًا
صابرين ... قانعين ... حامدين ربهم على هذه النعمة (أي نعمة بالضبط؟ لا أعرف أنا و لا تعرف أنت لكنهم يعرفون !)
أبطال ! أبطال ! أبطال !
كل هؤلاء الأبطال المستحيلين خرجوا لمساندة ثورة 25 يناير المستحيلة ليقفوا مع الشباب المستحيل مدافعين عن حقهم في حياة أفضل
كل هؤلاء الأبطال ... هم الشعب المصري باختصار !
كل واحد فينا يعاني من مشكلة ما واجهها (أبو العيال) و (أم العيال) ... حتى لو كانت مشكلة الثانوية العامة أو القوى السياسية و الدينية !
الشعب المصري بطل مستحيل حقُا !
و لأن ثورة 25 يناير ثورة مصرية شعبية
و لأن شعب مصر شعب مستحيل
و المستحيل أسطورة
إذن الثورة لن تفشل
لماذا ؟
إذن فالثورة أسطورة ... و الأساطير لا تموت !
انا متخيله المنظر بجد هيبقى تحفه
ردحذفتخيلى ادهم يحصله كده فى القسم
ده وقتها يبقى حقه يروح يفجر المخابرات نفسها ههههههه
"لأن الشعب المصري أسطورة
إذن فالثورة أسطورة ... و الأساطير لا تموت !"
بجد عاجبتنى الجمله دى اووووى
بس الخوف انها تتفهم على ان الاساطير دى القصص الخياليه بس
اصل جزء من المهازل اللى بتحصل دلوقتى دى خيال لا يطاق
ربنا يستر
موضوعك جميل اوى يا ساره
تسلم ايدك :)
بصي يا بنتي..حسيت انك على اعتاب سنة تايد من غير الوان فقولت آجي أشد من أزرك وكده يعني
ردحذفبس لقيت عندك هنا حاجة كنت حاسة اني فقدتها امبارح
كنت حاسة ان الامل بيتسحب مني واحدة واحدة وكنت بتخنق لأني شكيت للحظات ان كل حاجة ممكن تقع
عندك حق الثورة اسطورة والاساطير مش بتموت
ملحوظة: ضحكتني اوي تخيلك لادهم صبري تحفة جدا :D
ههههههههههههههههه
ردحذفلا بصراحة جامدة جداااااااااااااا
وبعدين حرام عليكى اللى انتى عملتيه فى ادهم صبرى
ده زى اخوكى الكبير برده هههههههههه
فعلا انتى عندك حق الشعب المصرى ده
بطل الابطال وفعلا يستحق عن جدارة لقب (شعب المستحيل)
Bent Men ElZaman Da !! @ هههههههههه
ردحذفأيوا :D أدهم صبري هيطفش و يثور في وشنا احنا كمان
ما تخافيش
ان شاء الله الثورة دي هتكمل على خير و تبقى حاجة جميلة كدا زي الـFairy Tails
و المهازل دي هتبقى مجرد قشور
ميرسي ع المرور و التعليق الحلو أوي دا =)
طالبة مقهورة ..درجة أولى @ ههههههههه ربنا يخليكي
ردحذفميرسي ع التشجيع الجميل دا =) رفعتي من روحي المعدنية
أكيد في أمل
أنا متفائلة جدًا :D
خليكي متفائلة ع طول كدا ... و ان شاء الله الثورة مستمرة و هتنجح ان شاء الله
ههههههههه ميرسي ~ أهم حاجة انك اتبسطتي :)
ميرسي جدًا على المرور و التعليق الحلو أوي دا =)
غير معرف @ أدعو الله أن تكتب اسمًا في يومِ ما :D
ردحذفميرسي ع المرور و التعليق الحلو دا
أدهم صبري أخويا الكبير ؟ ولا أعرفه :D << ندلة جدًا
بالطبع الشعب المصري يستحق لقب بطل الأبطال و رجل المستحيل و ملف المستقبل و كللللللللللل حاجة حلوة ;)