تقديم :
علمتهم يغتالون البراءة في الصباح و المساء .. علمتهم سافكي دماء في الحقيقة حتى استحالت حقيقتهم ضربـًا من ضروب الخيال !
إهداء لشهدائنا تحت سن الثامنة عشر .. أو كما أحب أن أسميهم "حبايبي و أصدقائي الذين كانوا رفاق المستقبل" :)
رأيتنا نكتب و نرسم و نضحك بلا رغبة حقيقية في الضحك و نؤسس لمبادرات و جماعات .
ثم رأيتهم يلقون القبض علينا و لا يلقون القبض على من هم أكبر منا ..فقط نحن الأطفال في حكم القانون الدولي !
يقبضون علينا و نحن نخرج من المدارس .. و نحن نتمشى في الشوارع الباردة المظلمة الكئيبة.. و عندما نخرج من بيوت بعضنا البعض.
يلقون القبض علينا في منتهى العنف ، يكبلون أيدينا خلف ظهورنا و يحاولون تنكيس رءوسنا فيفشلون !
تظل رؤوسنا مرفوعةً كأنها ثبتت مكانها حتى ضجروا منا و أتوا بسيارات ذات أسطح مرتفعة ليستطيعوا نقلنا فيها !
يرهبوننا بحبسنا في زنازين لا تشبه زنازين الأفلام و المسلسلات .. حبس انفرادي لئلا نتواصل و نخطط معـًا لتدمير تلك القضبان.
المزيد و المزيد من الأيام الباردة الضبابية و هم مستمرون على هذه الحال .
حتى أتى اليوم الذي كنت أخرج فيه من بيت أحد أصدقائي فأوقفني ذلك الشرطي الضخم و كبل يدي خلف ظهري - كل هذا و أنا صامتة هادئة- .. سرت معه في صمت هاديء و لكنني شعرت بأنفاسه المضطربة خلفي .. هل كان سجـّاني خائـفـًا مني .. هل كان خائـفـًا من أسيرته !؟؟
أبدلوني مع صديقي في الزنزانة ، تبادلنا النظرات الهادئة يومها .. نظرات واثقة هادئة لا تشي بأي اضطراب .. مررنا بجانب بعضنا البعض دون حرف واحد لكن نفوسنا تلاقت عبر عيوننا لتشي بما في داخلنا كلنا .. دخلت مكانه و جلست في مقعده و أخذت أنظر إلى سجـّاني الذي حدجني بنظرة غاضبة هادئة لا يشغل بالي شيء .
راقبته في صمت و ظل يرمقني هو أيضـًا في غضب مكتوم .. لمحت انعكاس وجهي في مـُقلتيّ عينيه و أحسست فيهما اضطرابـًا ..
فارتسمت على شفتي ابتسامة هادئة صغيرة جعلته يفقد السيطرة على تعابير وجهه الذي أخذ يحمّر من الغضب ..حينها انتبهت إلى نقطة ضعفه ..فأخذت ابتسامتي تكبر و أخذ بؤبؤ عينيه يزداد اتساعـًا !
النهاية نكتبها نحن فحُلمي لم يكتمل قط ..
الثورة هتنتصر :)
Sara Hussein
2/12/2012
الثوره
ردحذفمش
هتموت
الثوره هتعيش
وهننتصر
ان شاء الله أكيد :)
ردحذفما دمنا نؤمن بها وندافع من أجلها فستنتصر بكل تأكيد !