رغمـًا عن إرادة العقلاء في هذا البلد و عن دعوات الاستغاثة و الرجاء و الأمر لمرسي و جماعته لتأجيل الإستفتاء و درء المفاسد و الانقسامات في مصر حتى تستقر الأوضاع -فعلاً- و يتم تشكيل جميعة تأسيسية لصياغة الدستور الذي يمثل جميع أطياف الشعب -حقـًا- و لكن ..
و آه من لكن هذه !!
يا مثبت العقل و الدين يا رب ..
ماذا يفعل مرسي و أعوانه في مصر ؟!
إذا كانت مصر تحجل لكي تعيش يومها ، فهي الآن قد قعدت تمامـًًا و الفضل يعود لهذا الدستور المعيب الذي يصرون على تدبيسه في مصر !
و من خلال ملاحظتي لنتائج المرحلة الأولى و بغض النظر عن المشكلات التي حدثت فيها و محاضر التزوير و غيره فقد لاحظت أن نسبة التصويت بـ (غير موافق) كبيرة جدًا و هذا يعكس استقطابـًا حقيقيـًا و حادًا في الشارع المصري و أن هذا الدستور لا يمثل المصريين فعلاً و أن على مرسي أن يعيد النظر في هذا الدستور لأن نتائج التصويت بهذا الشكل ستضر بالبلاد و ستجرها لمشاكل عنيفة جدًا لأن هناك أصوات كثيرة ترفض الدستور و بالتالي فستكون هناك مشاكل كثيرة في تيسير أمر البلاد به .. ناهيك عن المظاهرات و الاحتجاجات التي ستخرج ضده و حينها سنستمع إلى الجملة المعهودة (اختيار الجمهور) .. و هنا يتطلب الأمر نقطة نظام ..
فجمهور الصناديق يختلف عن جمهور الميادين ..
فالأول يذهب للصندوق و هو في ذهنه استقراره و حياته و القليل من يذهب عن فهم حقيقي لمصالح التغيير في مصر .
و الثاني خاصة من يعتصمون منهم و يدفعون أرواحهم ثمنـًا للتغيير الحقيقي في مصر يكون عن فهم و وعي .
و هذه هي النقطة الفارقة التي يلعب عليها الإخوان في جذب جمهورهم ، بالطبع لن يستطيعوا جذب الجميع طوال الوقت و لكنهم يعلمون أن جمهور الصندوق مختلف و لذا نجدهم دائمـًا يحتمون بنتائجه !
يعلمون أن جمهور الميادين قد يؤثر في جمهور الصناديق فيحاولون دومـًا تشويهه و التغطية عليه !
على مرسي أن يراجع قراره فيما يخص الاستفتاء ..هذا الدستور سيشق البلد و لن يأتي باستقرار مطلقـًا !
لا أدري لماذا نسير في الطريق بطريقة خاطئة دومـًا ؟!
انتخابات برلمان لا يعرف صلاحياته .. و معاركه الخاسرة مع وزارة الجنزوري ثم حله لأنه منتخب بقانون معيب
و انتخاب رئيس لا يعرف صلاحياته فيؤدي إلى إعلان دستور فرعوني
ثم استفتاء على دستور آتٍ من جمعية تأسيسية غير منتخبة و هناك قضايا مرفوعة للبت في أمرها و أمر مجلس الشورى.
ماهذه المأساة التي نعيشها ؟!
نكرر الأخطاء مرارًا و تكرارًا .. و هذا ما سيحدث مع هذا الدستور .. لا يمكن أن تحكم بلد بدستور ناجح "بالعافية" ..
الدستور يجب أن يكون توافقيـًا
و توافقيـًا بجد مش هزار !
ليس فقط بمجرد الأغلبية التصويتية .. هذه ليست انتخابات رئاسية نتخلص من فائزها بعد 4 سنوات و لا انتخابات برلمانية ..
هذا دستووووووووووور .. دستور سيعيش لخمسين سنة قادمة تقريبـًا .. لماذا لا نستطيع أن نفهم هذا و نتصرف على هذا الأساس ؟!
و في النهاية :
على كل ثوري وافق على مشروع الدستور أن يشعر بالعار لأنه وافق على دستور به مادة تحاكم المدنيين عسكريـًا !! و لا عزاء لمن يدعي الثورية هنا !!
تحياتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق