نـُتهم –نحن-جيل اليوم (جيل أواخر الثمانينات و بداية التسعينيات) بأننا نملك قدرًا من العند يكفي أن يجعلنا نخسر كل ما استطعنا
تحقيقه و يظهر هذا الاتهام واضحـًا في إصرارنا على استكمال الثورة و عدم الركون إلى البرلمان و وعود تسليم السلطة و غيرها من الوعود و لكنني –كواحدة من المتهمين- لا أرى في هذا عندًا أكثر منه رغبة في عدم تكرار أخطاء السلف السابقين ..
فلقد نمى أغلبنا في بيئة ينحني فيها المواطن للسلطة حتى يسلم و يعمل في ظروف صعبة لكي يـُطعم أولاده ... فخشينا أن نكون مثله في يوم من الأيام !
و كما يقولون أن التجربة أوقع و أبلغ من مجرد الحكاية ... و إن "اللي ايده في النار مش زي اللي إيده في المايه" ... شعرنا بأننا في خطر كبير إذا استسلمنا ... إذا رضخنا للقوانين التي وضعها الجيل السابق و يُجبرنا عليها ... نشعر بأننا سنعيش تعساء غاضبين حانقين على السلطة و على المجتمع و على الجيران و ربما على الأسرة بسبب هذا الرضوخ الرهيب و الإذعان السخيف لكل ما تأمر به السلطة .. أي سلطة .. و يظهر هذا الذي يسمونه "العند" بدايةً في رفض قوانين المدرسة ... فنجد تمردًا على ارتداء الزي المدرسي ... على ارتداء الحجاب بشكل صحيح ... على أداء تمرينات صباحية سخيفة في مكاننا ...عدم المشاركة في النشاطات المدرسية "الصورية".. ليس هذا غباءًا من الجيل الجديد و عدم دراية منه للأمور بشكل جيد و لكنه إعلان الاحتجاج السلمي على القوانين التي فرضها المجتمع المذعن ... ثم تجد تمردًا على اختيار الكلية التي اختارها الأهل لك لتكمل تعليمك فيها ... تجد تمردًا في قبول وظيفة متواضعة لا ترقى لشهادتك الجامعية ... و تجد تمردًا في رفضك المستمر لإهانات مديرك لك رغم ما يقوله لك الأهل "اصبر..لازم تستحمل... و إن كان عندك للكلب حاجة قوله يا سيدي" ... ثم تبدأ في التمرد على "العروسة" أو "العريس" التي\الذي أتى عن طريق الأهل و المشادة الطبيعية التقليدية "مش عايز\ة أتجوز بالطريقة البلدي دي" ... ثم تبدأ في التمرد على قوانين الدولة "التي لم يسنح لك المشاركة في كتابتها" ... فتخالف المرور لأنك ترى غباءًا من شرطة المرور و غلقها للشارع بدون أي مبرر ... ثم تتمرد على الضرائب "لأنك لا ترى عائدًا منها عليك و على حياتك" و تتمرد على المواصلات العامة و تبدأ في مقاطعتها أو تشويهها و تتمرد على كل شيء يُسمح لك بأن تتمرد عليه ثم تبدأ في التمرد على ما لم يكن يُسمح لك بأن تتمرد عليه ... كل هذا نابعـًا من الخوف أن تكون مثل أبيك أو عمك أو جارك أو شخصـًا قابلته و رأيت مأساته بأم عينيك ... كل هذه الأفعال إنما هي رغبة في التمسك بحقك في التمرد و عدم التنازل عن شيء ... أي شيء ... حتى و لو كان تافهـًا في نظر البعض ... فأنت حـُر أن تختار من يمثلك ... حـُر أن تعمل ما تشاء ... حـُر أن تتعلم كيف تشاء ... حـُر أن ترتدي ما تشاء ... حـُر أن تحب و تتزوج من تشاء ... حـُر أن تكتب ما تشاء ... أنت حــــــــــُر مالم تضر غيرك !
و إذا كان السلف يظنون أنهم بإمكانهم إسكات هذا التمرد و هذا العناد في جيلنا فهم مخطئون ، فنحن جيل متمرد على عاداتكم السخيفة و لا نأبه لما تقولون ... نحن نصنع قوانيننا بأنفسنا و نصنع عالمنا كما نـُريد لا كما تريدون ... إذا كنتم تظنوننا متمردين معاندين فليكن ... لكن حقنا سنأخذه و سنفعل ما نريد و لن نذعن ... لن نذعن ... لن نذعن... لقوانينكم الراضخة المستسلمة للأمر الواقع ... لن نكرر خطأكم و نعيش في عالمٍ صغير نصنعه بأنفسنا لنتفادى الصدمات ... لن نكون مجرد نسخة من "السلف" !
فلقد نمى أغلبنا في بيئة ينحني فيها المواطن للسلطة حتى يسلم و يعمل في ظروف صعبة لكي يـُطعم أولاده ... فخشينا أن نكون مثله في يوم من الأيام !
و كما يقولون أن التجربة أوقع و أبلغ من مجرد الحكاية ... و إن "اللي ايده في النار مش زي اللي إيده في المايه" ... شعرنا بأننا في خطر كبير إذا استسلمنا ... إذا رضخنا للقوانين التي وضعها الجيل السابق و يُجبرنا عليها ... نشعر بأننا سنعيش تعساء غاضبين حانقين على السلطة و على المجتمع و على الجيران و ربما على الأسرة بسبب هذا الرضوخ الرهيب و الإذعان السخيف لكل ما تأمر به السلطة .. أي سلطة .. و يظهر هذا الذي يسمونه "العند" بدايةً في رفض قوانين المدرسة ... فنجد تمردًا على ارتداء الزي المدرسي ... على ارتداء الحجاب بشكل صحيح ... على أداء تمرينات صباحية سخيفة في مكاننا ...عدم المشاركة في النشاطات المدرسية "الصورية".. ليس هذا غباءًا من الجيل الجديد و عدم دراية منه للأمور بشكل جيد و لكنه إعلان الاحتجاج السلمي على القوانين التي فرضها المجتمع المذعن ... ثم تجد تمردًا على اختيار الكلية التي اختارها الأهل لك لتكمل تعليمك فيها ... تجد تمردًا في قبول وظيفة متواضعة لا ترقى لشهادتك الجامعية ... و تجد تمردًا في رفضك المستمر لإهانات مديرك لك رغم ما يقوله لك الأهل "اصبر..لازم تستحمل... و إن كان عندك للكلب حاجة قوله يا سيدي" ... ثم تبدأ في التمرد على "العروسة" أو "العريس" التي\الذي أتى عن طريق الأهل و المشادة الطبيعية التقليدية "مش عايز\ة أتجوز بالطريقة البلدي دي" ... ثم تبدأ في التمرد على قوانين الدولة "التي لم يسنح لك المشاركة في كتابتها" ... فتخالف المرور لأنك ترى غباءًا من شرطة المرور و غلقها للشارع بدون أي مبرر ... ثم تتمرد على الضرائب "لأنك لا ترى عائدًا منها عليك و على حياتك" و تتمرد على المواصلات العامة و تبدأ في مقاطعتها أو تشويهها و تتمرد على كل شيء يُسمح لك بأن تتمرد عليه ثم تبدأ في التمرد على ما لم يكن يُسمح لك بأن تتمرد عليه ... كل هذا نابعـًا من الخوف أن تكون مثل أبيك أو عمك أو جارك أو شخصـًا قابلته و رأيت مأساته بأم عينيك ... كل هذه الأفعال إنما هي رغبة في التمسك بحقك في التمرد و عدم التنازل عن شيء ... أي شيء ... حتى و لو كان تافهـًا في نظر البعض ... فأنت حـُر أن تختار من يمثلك ... حـُر أن تعمل ما تشاء ... حـُر أن تتعلم كيف تشاء ... حـُر أن ترتدي ما تشاء ... حـُر أن تحب و تتزوج من تشاء ... حـُر أن تكتب ما تشاء ... أنت حــــــــــُر مالم تضر غيرك !
و إذا كان السلف يظنون أنهم بإمكانهم إسكات هذا التمرد و هذا العناد في جيلنا فهم مخطئون ، فنحن جيل متمرد على عاداتكم السخيفة و لا نأبه لما تقولون ... نحن نصنع قوانيننا بأنفسنا و نصنع عالمنا كما نـُريد لا كما تريدون ... إذا كنتم تظنوننا متمردين معاندين فليكن ... لكن حقنا سنأخذه و سنفعل ما نريد و لن نذعن ... لن نذعن ... لن نذعن... لقوانينكم الراضخة المستسلمة للأمر الواقع ... لن نكرر خطأكم و نعيش في عالمٍ صغير نصنعه بأنفسنا لنتفادى الصدمات ... لن نكون مجرد نسخة من "السلف" !
تحــــــــــــــفة يا سووو !!
ردحذفاحنا فعلا التمرد بتاعنا ده صفة بتميزنا
هما بيسموه عناد و دماغ ناشفة لكن هو فعلا ان احنا مش عايزين نكرر نفس غلطاتهم
الفكرة بقى فى ايه: قليل اللى مقتنع بكده منهم
و فى من الشباب مقتنع بمبدأ "اللى نعرفه أحسن من اللى منعرفوش" !
رائعة جداا.. و فكرة الموضوع هايلة ..
ردحذفلأنه فعلا لازم يعرفوا ان احنا تحررنا من قيد تفكيرهم المحدود والضيق
والي لا يتصف بأي طموح ولا تطلع ولا تغيير والعيش علي ما كان عيله الاجداد دائماا... بمعني اصح "الركـــــود "
والله لن نذعن
ردحذف@Radwa Ashraf
ردحذفانتي أحلى :)
فعلا ، في كدا و في كدا ... بس أنا أتمنى كلنا نبقى من هواة اقتحام المجهول و إن كانت أمنية لن تتحقق بسهولة :)
أشكركِ على التعليق
ما تنسيش تزوريني على طول كدا :)
-----------------------------------------------
Hema Hadidy@
فعلاً ... مـَن لا يواكب المتغيرات الآن يصبح راكدًا
أشكرك ع التعليق
ما تنساش تزورني ع طول كدا :)
-----------------------------------------------
@FAW
ان شاء الله :)
أشكرك ع التعليق
ابقى تعالى زورني كدا ع طول :)