" إيه دا ؟"
ورق أبيض ...
"ليه الحجم دا ؟"
عشان أنا بحب الورق ... لو جالي مزاج أكتب حاجة
" طب ما تعينيهم كدا بنظام ولما تحبي تكتبي ابقي طلعيها"
على ما أطلعها أكون نسيت ... سيب الورقة مكانها
"لأ..كدا المكتب مش منظم"
هو كان مكتبك ؟! أنا بحب مكتبي يبقى كدا ... انت مالك؟!
"أيوا لازم دماغك تبقى مليانة أفكار و كذلك أوراقك تبقى مليانة بالأحبار ... مش ورق أبيض و سطور فارغة ! "
طب ما هي لسه هتتملى ...
"هستنى لحد إمتى عشان تمليها كلها؟"
محدش قالك استنى ...
" ماهو دا اللي هيحصل فعلاً..."
صوت إغلاق الباب
نهار جديد ... مكان جديد ... أبدو أكثر نضجـًا الآن ...
صوت فتح الباب
يدخل ...ينظر إليّ مجددًا .. يراني جالسة على سريري و نظري متعلق به في شرود ...
" مش بتذاكري ليـ..."
يلتفت إلى مكتبي ... يلمح كومة الورق ...
" هي لسه في مكانها ما اتحركتش ؟!"
يبتسم في سخرية ويقترب من مكتبي
" شكل أفكارك لسه ما اتكتبتش"
يمسك بكومة الورق فتلسعه ... يلقيها بعنف على المكتب ... أصرخ فيه ...
أقفز من فوق سريري و ألتقط الأوراق ... أضمها إلى صدري و أخفف من حزنها ...
أنت لست أهلاً لـُتمسك بأوراقي !
" ما هذه الأوراق ؟ أهي لعنة ؟"
أبتسم ... أجيب ... أجل ، هي لعنة..لعنة تكرهها جدًا....إنها لعنة أفكاري !
يتأملني مرة أخرى ... يقطب جبينه ... يحاول استعطافي
"أنتِ تعرفين ما بداخلي نحوكِ"
أقف بإباء أمامه و أجيبه بصوت قوي .. كلا ، أنا لا أعرف سوى أوراقي ...
قد كنت ملاذًا لي فيما سبق .. لكن أوراقي أقوى منك الآن ... فهي ملاذ لا يمل أبدًا من كلماتي و أفعالي !
إنها ورقة بيضاء بالنسبة لك ... لكنها تعني لي الكثير...
تعني لي حكاية لم تُروى بعد ... و أسئلة لم أجد أجوبتها بعد ... تعني مساحة واسعة صافية للتفكير...
قد تظن أن هذه الورقة صنعت فقط لتكتب فيها ثم تلقيها في القمامة .. لكني أنا سأعيد تدويرها ...
سألقي فيها القمامة لكي أطهر نفسي ثم أعود كائنـًا صافيـًا بلون الورقة .. الورقة البيضاء !
يغادر صامتـًا .. أبتسم لنفسي و أهمس لها " ها قد فعلتِها أخيرًا .. مرحى !"
أمسك بأوراقي .. أرقص معها فرحة .. تبتسم أوراقي .. هي تعلم ما بداخلي جيدًا .. هذا لأنني أحترم عقلها الصافي
فأنا أبدًا لم أنظر لها ... كـ ورقة بيضا !
بين الحبر والورقة قصَّةٌ حبِّ أسطوري , الحبر يستطيع أن يجعل أي شيء مُتسخاً فيهلَك وتقِل قيمته إلاَّ أن يُغازل الورقة فتزيد قيمتها =)
ردحذف