الجمعة، 18 أكتوبر 2013

مهزلة التنسيق ومتاهة التحويلات



هل تستطيع أن تتخيل مرور شهر كامل على بداية الدراسة في الجامعات وهناك الكثير من الطلبة الذين ما يزالون لا يدرون ماهي كلياتهم أو معاهدهم التي سوف يلتحقون بها؟!
هل تتخيل أن نتيجة تنسيق المرحلة الثالثة قد ظهرت بعد بداية الدراسة في الجامعات!؟
هل تتصور أن باب التحويلات مازال مفتوحـًا وأن هناك الكثير من الطلبة الذين رُفضت طلباتهم وأعادوا تقديمها ثم تم توجيههم إلى كليات أخرى ؟!
أجل،تستطيع أن تتصور وتتخيل أن هذا يحدث الآن في مصر!
فوسط حالة الفوضى التي تعيشها مصر يعاني طلبة الثانوية من مشكلة التحويلات وقام بعض الطلبة بتحركات ومظاهرات ضد التحويل الإلكتروني وانتهى بعضها نهاية مأساوية مثلما حدث مع مظاهرة الطلبة في الأسكندرية وقامت الشرطة العسكرية بالتعامل العنيف معهم وبالطبع فهذا أمر يـُثير استهجاني على عدة أصعدة،فمن ناحية التعامل العنيف فهذا لا يليق وليس من حق الشرطة العسكرية التدخل لفض مظاهرة سلمية مدنية أمام إحدى المنشآت خاصة أنهم طلبة صغار السن لا يتعدى عمر أكبرهم الثامنة عشر وبالتالي فأي خطر يقع على الدولة ومنشآتها منهم؟!
ثم التشويه المتعمد للطلبة المطالبين بحقهم وعدم استجابة الوزير الذي أتى –وياللعجب- من ميدان التحرير لهم إلا بعد فترة طويلة من الإلحاح والمطالبة والمظاهرات.

ليس هذا فحسب،بل امتد الأمر إلى نوع من "السبوبة"المـُقنعة،فهناك بعض الأقسام الخاصة في بعض الجامعات والكليات والتي تـُقدم نوعـًا مختلفـًا قليلاً من التعليم مقابل مبلغ كبير من المال كل فصل دراسي وتم توجيه الطلبة غير المقبولة تحويلاتهم إليها،ويقبل بعض الطلاب هذا الباب ليستطيعوا الإلتحاق بالكلية التي يرغبون فيها ولكن في بلدهم..فلدي بعض صديقاتي اللواتي لجأن إلى أقسام الكليات الخاصة مثل قسم (مانشستر) في كلية طب المنصورة والقسمين الخاصين في كلية الهندسة بنفس الجامعة وقد فـتحت هذه الأقسام أبوابها للتحويل الورقي مقابل دفع مبلغ من المال ثم دفع مصاريف القسم التي تصل في مانشستر مثلاً إلى 35 ألف جنيه في العام وبالتالي إذا لم يـُقبل طلب التحويل من كلية طب عين شمس إلى كلية طب المنصورة يمكن للطالب التقدم إلى قسم مانشستر وبالتالي يلتحق بكلية الطب ولكن في قسمها الخاص ونفس الموضوع يسري في كلية الهندسة وربما أيضـًا في كليات أخرى مثل الصيدلة !
وبالتالي فإن هذا يـُعتبر نوع من الاحتيال على الطلبة بالرفض –المتعمد- لطلبات تحويلاتهم ثم تحويلهم إلى الأقسام الخاصة لكي يدفعوا مبلغــًا أعلى من المال ؛لكي يستطيعوا البقاء في مدنهم خاصة بالنسبة للفتيات في سنوات يغلب عليها طابع الفوضى وعدم الأمن في الشوارع مما يدفع الأهالي إلى الإبقاء على بناتهن بجانبهن وللالتحاق بكلية أحلامهم..ودعونا هنا نـُركز على أنني قد سـُقت أمثلة لطلبة متفوقين – من وجهة نظر الدولة والثانوية العامة- وبالتالي فهم ليسوا فشلة أو مشتتي التركيز والمجهود ويستحقون الرعاية.

فكيف بالله عليكم تضمنون ولاء جيل كامل من الطلبة المتفوقين لهذا البلد وأنتم تستغلونهم في كل لحظة وكل دقيقة..بدءًا من سنتين ظالمتين في الثانوية العامة ودروسها الخاصة وامتحاناتها الغبية ثم ظلم آخر في التنسيق والتحويل وإجبار بعض أهالي الطلاب على دفع مبالغ قد لا يقدر الكثير على دفعها من أجل إستكمال تعليم أبنائهم ثم تتحدثون عن هجرة العقول المتعلمة من مصر وعن كراهية الشباب للبلد وعن مجانية التعليم؟!!

إذا لم يستطع القائمون على نظام هذا البلد وهذه الوزارة على حل هذه المشكلات وبأسرع وقت ودون إهدار لحقوق الطلبة ودون إستغلالهم ماديـًا أو معنويـًا ودون إستفزاز أو تشويه أو ابتزاز، فعليهم الرحيل .
لا نحتاج إلى حكومة من العجزة ولا نحتاج إلى جهاز إداري فاشل لا يقدر على أن يحل مشكلات الطلاب ويقدر فقط على تشويه مطالبهم ..بل نحتاج إلى العقول المـُهدرة وسط تفاهات البيروقراطية المصرية.


مصادر :



نـُشرت هذه التدوينة في حوليات سارة حسين بتاريخ 17 أكتوبر 2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق