عزيزتي المواطنة .. عزيزي المواطن ، يا من ترغبون في الطلوع إلى الميدان يوم 25 يناير أو في أي مظاهرة تتبع قوى التحرير الثائرة إليكم بعض الـ..."الثرثرة" من واقع خبرتي البسيطة جدًا و التي ستساعدكم في توجيه بوصلتكم جيدًا أثناء المظاهرة و عدم الضياع أو التوهان داخلها و أيضـًا كي لا تحطم الصورة المثالية جدًا جدًا التي رسمتها في مخيلتك وسائل الإعلام المختلفة !
أول الكلام : مش دا شباب الثورة الطاهر البريء ..إلخ
عادة ما يتغنى الكثيرون بـ شباب 25 يناير الطاهر البريء الذي تصوره كل وسائل الإعلام بالشاب المثقف المتعلم الذي يحمل حقيبة (أديداس) على ظهره تحتوي على كتب سياسية غالبـًا و نظريات فلسفية و ديوان شعر لدرويش و يمسك في يده بـ(آي باد) و بالأخرى (لاب توب أبل) أحدث موديل تسلمه من جوبلز قبل أن يموت و يرتدي ساعة (رولكس) أصلي و هناك الكثير من "الحظاظات" في يديه .. !
و الحقيقة ، أن التحرير و ميادين مصر تحتوي على هذا النوع بالطبع ( لو حد يعرف حد بيلبس ساعة رولكس يقولي..عايزاه في خدمة انسانية تخص مستقبل بنت هتعنس بعد كدا ! ) و لكن هناك أنواع أخرى .. بالأحرى ، كل طوائف الشعب !
الفقير و الغني و المثقف و الجاهل و الأمي و المتعلم و اللي بيعرف يفك الخط بالعافية و المصري المسلم و المصري المسيحي و المصري اللي ملوش دين!
و إذا كنت عزيزي المواطن ممن يشمئزون من الطبقات الأقل منك ، فحاول أن تتأقلم معهم في الميدان حتى لا تشعر بالإحباط و تجزم بأن المظاهرة فيها بلطجية و مندسين !
ثاني الكلام : سلمية .. سلمية !
إذا كنت تسير في الشارع عزيزي المواطن مسالمـًا و وجدت طفلاً سخيفـًا يستفز المارة بألفاظ نابية و بقذف بالحجارة عليهم فإن الرد الطبيعي عليه سيكون النهر و الزجر و العنف !
فلا تتوقع مثلاً عندما يضرب الأمن الثوار أو يقوم أحد البلطجية باقتحام المتظاهرة أن يرد المتظاهرون بإلقاء الزهور و ترديد أغاني الحب عليهم .. بل عليك أن تتوقع ردًا من المتظاهرين بإلقاء الحجارة و الهتاف ضد من يعتدون عليهم .. شيء طبيعي ، فلا تخدعك لفظة سلمية أبدًا !
أوسط الكلام : المتحرش مش متظاهر !
و لأنك عزيزي المواطن مضطر أن تقف بجانب طبقات اجتماعية مختلفة و أشخاص غرباء فإنك تكون حذرًا جدًا خاصة إذا كانت زوجتك ، أختك ، ابنتك .. أو أي أنثى تصاحبها معك ، و تحاول أن تكون حائطـًا بينها و بين الآخرين و بالطبع كلنا نعرف بحوادث التحرش و لذا قد تكون قلقـًا جدًا فيما يخص ذلك الأمر !
لكن عليك أن تعلم أن المتظاهر ليس متحرشـًا و المتحرش ليس متظاهرًا بل هو انسان مريض يقتحم التجمعات من أجل هذا الغرض القذر ، فواجبك عزيزي المواطن أن تمسك بهذا المتحرش و ألا تقلق على رفيقتك من الضياع وسط الزحام و وسط الشباب .. فنحن في الميدان كلنا نفكر في شيء واحد و هو هدف المظاهرة و أثناء ذلك يختفي كل اختلاف بيننا و نصبح ككيان واحد موحد نشعر بنفس الشعور في نفس اللحظة و نتصرف تصرفات متقاربة جميعـًا !
قبل ما نقفل : المظاهرة صغيرة !
10% من البشر على مر التاريخ كانوا هم صناع الحضارة .. العلماء و الأدباء و الشعراء و المناضلون و كل العظماء هم 10% من البشر.. و البشر الواعون في أي مجتمع لا تتعدى نسبتهم الـ10 % على أية حال .. إذا فهمت ذلك ، فلن تكون متضايقـًا أن جارك لا يؤمن بالتظاهرات و إمكانيتها في التغيير و لن تتأفف كثيرًا من زميلك في العمل المتشائم دومـًا و الذي يرى أنه (لا أمل) و ذاك الذي يفكر دومـًا في مصلحته الشخصية و ينسى مصلحة الوطن و المجتمع ..لذا لا تـُحبط .. تفاءل و تذكر دومـًا أنك من هؤلاء الـ10% الذين يقودون التغيير و يتبعهم الجميع و أنك اخترت أن تكون من الأقلية الفاعلة الواعية .. فاحفظ دورك جيدًا و اعمل من أجل تغيير أفضل !
آخر الكلام : محدش يقولي احنا رايحين على فين !!
و انت في المظاهرة تكون سيد قرارك (بجد مش كلام برلمانات) تكون صانع الحدث في مصر و العالم تكون أنت المسئول عن تصرفاتك .. لذا ، حاول الانتباه جيدًا لخطواتك داخل المظاهرة و قم بالخطوات الإيجابية دومـًا و كن نشيطـًا و لا تخف ... فالخوف هو أكبر عدو للانسان !
و اعلم أنك بمشاركتك في المظاهرة تساهم في صنع مستقبل أفضل حتى و إن كانت مظاهرة صغيرة و لم يكن صداها و تأثيرها على الأحداث سريعـًا ... فالضربات الصغيرة هي التي أوقعت الشجرة العملاقة !
بالتوفيق يا أبطال .. نتمنى لكم تظاهرة سلمية حقـًا و فعّالة
المجد للشهداء
تحيا جمهورية مصر العربية عزيزة مكرمة و عظيمة