في مرة كنت في المكتبة مع صديقتي .. و أثناء تفقدنا لبعض رفوف الكتب ، وقع اختياري على عدة كتب مختلفة عن المسرح و السينما
و الأدب و العلوم ...
فالتفتت إليّ صديقتي في دهشة "ما تستقري على حاجة يا سارة ! انتي عايزة تطلعي إيه بالظبط ؟ "
ضحكت و أجبت حينها "كلهم ! ، ايه المشكلة ؟! "
قالت لي ما بين تقطيبها و ابتسامتها " ماينفعش ..حاجة واحدة بس ! "
و منذ تلك اللحظة و أنا أتساءل... لماذا دائمـًا نحصر خياراتنا ؟! لماذا نـُصّر على شيء واحد فقط ؟! لماذا هذا التجمد ؟!
أين المرونة في الاختيار ؟!
كل الناس تسألك (عايز تطلع إيه ؟) أو (عايز تدخل كلية إيه ؟) .. و تكون الإجابات محصورة في (دكتور، مهندس)
و إذا حدث -لا قدر الله- و حاولت أن تشذ عن القاعدة و تجيب إجابة غير مسبوقة ، فسترى علامات التعجب و أمارات الاشمئزاز
و السؤال السريالي العجيب (طب ليه!؟)
ألم يسأل أحد لماذا بالذات نُجيب بـ(دكتور) ؟!
لماذا لا تحاول أن تسأل " لماذا لا يحب أن يدخل تلك الكلية التي تريدها له أنت ؟!"
ثم أن الموضوع لم يعد يقتصر على الدراسة فقط ... بل امتد للهوايات و الاهتمامات !
تجد أحدهم يتساءل في دهشة (بترسم ليه؟ رسمك وحش ! ركز أحسن في الكتابة ! )
لماذا حصرتني في شيء واحد ألا وهو الكتابة ؟!
لـِمَ لا تدعني أجرب بنفسي ؟!
أليس من الممكن أن أتفوق في عدة أشياء في نفس الوقت ؟!
ألم يكن العرب القدامى ماهرين في الطب و الأدب و الموسيقى في نفس الوقت ؟!
لماذا حصرنا اختياراتنا و توجهاتنا في امتحانات لا تقيس قدرات و مهارات ينبغي لها الجمود ؟!
لماذا تحصرونا في "فقاعة" واحدة ؟!
لماذا نفني فيها أعمارنا كلها ؟!
لماذا نفني فيها أعمارنا كلها ؟!
فقاعة يصنفوك فيها و يعاملونك على أساسها !
و يرفض الجميع أن تخرج من هذه الفقاعة أو تحاول حتى الخروج !
التجربة لا تعني ألا نتخصص .. لكنها تمنحنا أرواحـًا أخرى بدلاً من الالتزام بقوانين لعبة واحدة طوال العمر !
التجربة لا تعني ألا نتخصص .. لكنها تمنحنا أرواحـًا أخرى بدلاً من الالتزام بقوانين لعبة واحدة طوال العمر !
نحن من نصنع فقاعتنا لمن حولنا ... لذلك يتوقف عندنا الإبداع عند سن معينة و عند مرحلة معينة !
لماذا هي فقاعة ؟ لأننا نرى من خلالها و نـٌرى منها و نظننا في أمان .. لكن ما أن يأتي أحد بدبوس... تنفجر ونصبح ضائعين!
لذلك نبقى دومـًا داخل فقاعة ... و نبقى دومـًا خائفين من أن نصبح خارجها يومـًا ما !
نحن نخاف من المخاطرة .. من المجازفة بما نملك ... نخاف كثيرًا من أن نخرج من الفقاعة حتى لا نصطدم بالهواء من حولنا
لا أريد لأحد أن يصنفني في فقاعة ... لا أريد أن أتحول من كائن مغرد في الهواء الطلق لسلحفاة حدودها قوقعتها الصغيرة
الحياة مليئة ... لا أريد أن أفوت تجربتها لأن هناك من يضعني في "فقاعة"
ثم يسألني بعد ذلك "فقاعتك إيه ؟ من الأفضل أن تبقَ داخلها"
ثم يسألني بعد ذلك "فقاعتك إيه ؟ من الأفضل أن تبقَ داخلها"
الدنيا واسعة .. احنا اللي نظرنا 6/6 بس !