الخميس، 5 أبريل 2012

رمادي



" أكره هذا اللون يا سوسو"
كنت دائمـًا هكذا ما أقول لصديقتي العزيزة لترد عليِّ
" لكن عليكِ أن تتقبلي أن أغلب البشر يعيشون في هذه المساحة الرمادية ... ليس جميع البشر أبيض و أسود .. هناك رمادي .. و هذا السواد الأعظم من البشر "
أتململ في مكاني عندما أستمع إلى هذه العبارة .. تشعر بعدم رضاي فتقول
" لكن أن تكون مختلفـًا فهو ليس أمرًا سيئـًا دائمـًا "

أتساءل اليوم ، هل الاختلاف عن اللون الرمادي سيء أم جيد ؟!!
و ألا توجد هناك خيارات أخرى ؟!
أسمع من تغني بأن الحياة "بمبي" .. فأحاول رؤيتها من هذا المنظور فتبدو الدنيا أجمل بشكل ما .. لكن الوردي ليس دائمـًا الإجابة المناسبة .
أحاول أن أجرب ألوانـًا أخرى .. ربما أخضر .. لا أدري لا تبدو المدينة اليوم كما كانت أمس خضراء زاهية .. تبدو خضرتها باهتة حزينة في طريقها للأفول .

أعود فأتأمل ما يمثله لي اللون الرمادي في حياتي .. إنه لون زي المدرسة الرياضي الذي كنا لا نحبه و نسخر منه دومـًا .. ماذا أيضـًا ؟!
تمثال المرأة معصوبة العينين حاملة الميزان .. رمز العدالة .. التي نفتقدها اليوم .. هل من مزيد ؟!
لا أدري حقـًا ؟!

هل هناك حكمة إلهية ما من أن تكون خلايا مخنا رمادية ؟! 
بعيدًا عن التفسيرات البيولوجية ، هل خـُلقت خلايا المخ رمادية حتى نؤمن بأن أمخاخ البشر مهما وصل بها من التطور ستظل تقبع في تلك المنطقة الرمادية .. فلن تصل أبدًا إلى العدالة الكاملة غير المنقوصة أو إلى الشر المطلق .. لن تصبح أبدًا بيضاء كلون السحاب و لا سوداء كلون الدخان  .. ستظل رمادية إلى الأبد كلون الرماد !

ربما !


من يعلم :) ؟! 


هناك 3 تعليقات:

  1. أقولك سر وماتقوليش لحد؟ الألوان وهم :))
    جميلة التدوينة

    ردحذف
  2. بالنسبة ليا الرمادي بيمثل الاعتدال .. حلوة التدوينة جدا

    ردحذف
  3. ربما :)
    بالنسبة لى اللون الرمادى لون لم أفهمه!
    لون بين الأبيض و الأسود .. لون محايد

    حلووة أوى التدوينة دى يا سوو :)

    ردحذف