كل الأعوام الماضية كانت مجرد "حروف" في تاريخ سطور هذا العام ..
أحداث... أحداث ...أحداث ... لدرجة إنني لا أستطيع إحصاء ما حدث فيها بالفعل و أنفاسي تنقطع من محاولة اللحاق بأحداثها
المتسارعة هذا العام كان مختلفـًا جدًا بالنسبة إليّ ... لم يكن كأي عام مضى .. و شعرت أنني نضجت كثيرًا خلاله ...
حياتي اختلفت بعد 25 يناير ..لدرجة إنني لا أكاد أذكر ما كنت أفعله في يومي التقليدي قبل الثورة ...
و وددت لو كنت سجلت بكاميرتي يومًا تقليديًا في حياتي لأرى ماذا كانت "سارة" تفعل ...
لا أعرف ماذا كنت أكتب على الفيسبوك و التويتر .. أو ما أشاهده على اليوتيوب .. و كيف كنت أقضي يوم الجمعة بعيدًا عن الميدان...
كيف كانت حياتي حقـًا قبل الثورة !؟
لو أن "سارة" من العام الماضي رأت "سارة" الحالية ... لرزعتها "كف" محترم ...
فـ"سارة" العام الماضي ... كانت انسانة طبيعية "مش أوي يعني بس مشوها كدا" ... تسير حياتها بروتينية شديدة مع المذاكرة
و المدرسة و المشاكل اليومية ... كانت انسانة خجولة نوعـًا ما ... لديها نظرة متشددة قليلاً بالنسبة لبعض الانتماءات السياسية...
"سارة" هذا العام ... أكثر تفتحًـا...أكثر شجاعة ... أكثر تسامـحـًا مع بعض الانتماءات السياسية ...
فالميدان علمنا جميعًا أن قيم الإنسانية تتغطى و تخفي الانتماءات الصغيرة ... الحرية و العدالة و الكرامة ... كل هذه القيم لا يمكن
مقارنتها بأي حال من الأحوال مع انتماءاتنا الصغيرة كـ(اشتراكي ، ليبرالي ، علماني ، متأسلم...إلخ) !
الميدان علّمني كثيرًا... جعلني كـ"سارة" أختلف كثيرًا عن العام الماضي... أنا ممتنة !
فلقد عرفت الكثير من الأصدقاء و اتسعت دائرة معارفي و معلوماتي ... أصبحت كائنًا حيًا يتنفس و يشارك بفعالية في أحداث حياته
لست مجرد رقم في الاحصائيات بل أنا روحُ تسير على قدمين ... و قد كبرت ألف عام !
لقد حولني عام ألف 2011 من "قلم" سارة ... إلى "سارة" الفعّالة على أرض الواقع .. !
فوداعـًا يا عام من أفضل الأعوام التي مرت علي ... و أهلاً بـ2012 ... تـُرى كيف ستكونين !؟
أفضل بكل تأكيد ان شاء الله :)